سدوس

أقدم مستوطنة بشرية

قرية سدوس؛ اسم معروف مكانًا وموضوعًا، تشكّل موقعًا مهمًا من المواقع التاريخية المشهورة على مرِّ العصور. وهي من أخصب قرى اليمامة، ومنتجاتها الزراعية وخاصة الرمَّان، الذي وصف الجغرافيون بساتينها بكثافتها، وجودة منتجاتها، وقالوا: " لو وردتها ألف راحلة ما تبين ما يخرج منها". ثم إن سدوس من المدن ذات المنابر، إشارة إلى أن بها والٍ ومسجد جامع". كما أن سدوس عرفت بأهمية موقعها على الطريق التجاري لليمامة في عصور ما قبل الإسلام، فضلاً عن مركزها على طرق الحج العابرة لليمامة.
كما شهدت سدوس، نهضة عمرانية شاملة في عهود الدولة السعودية ومازالت، حتى هذا العهد الزاهر، ولها ذكر في المصادر المحلية التاريخية والجغرافية والأدبية. وكانت من بين المدن النجدية التي لها ذكر في كتب الرَّحَّالة الأوربيين والعرب. واحتفظت سدوس بعناصرها المعمارية التي تعكس التراث النجدي الأصيل المشاهد في منازلها وأسوارها وبواباتها ومسالكها ودروبها ومساجدها ومواردها المائية وسواقيها في المزارع. واستهوت سدوس عددًا من الباحثين من عرب وأجانب. وكان للمجتمع المحلي في سدوس دورٌ مهمٌ في الحفاظ على التراث المادي للبلدة وكذلك الحرف والصناعات والتراث الشفهي. أما البيئة المحيطة لبلدة سدوس؛ فتتميز بالتنوع بين الجبال والهضاب والأودية والشعاب والغطاء النباتي المتمثل في أشجار الطلح والسلم والمسطحات الخضراء الدائمة والموسمية.
هذه المزايا؛ جعلت من سدوس موقعًا جاذبًا للمتنزهين للاستمتاع بالطبيعة الساحرة والتراث المعماري. ويفخر مجتمع سدوس المحلي بمبادراتهم التي أطلقوها للحفاظ على التراث المعماري والطبيعي، مواكبةً لرؤية 2030 والمنشود أن تصبح سدوس أحد أهم المسارات ووجهة تراثية وسياحية واقتصادية بالتعاون وزارة الثقافة وهيئاتها المتعددة.
قرية "سدوس"، بما تحويه من تراث معماري أصيل، في منطقة نجد، يبرز المباني، وأنماط حياة الإنسان في المنطقة، والموروث الثقافي، ودور المبنى في الحياة الاقتصادية، والاجتماعية، ويؤسس للنقلة التطويرية المرتقبة في "سدوس" التاريخية.

فيصل بن معمر