الموقع والتضاريس

سدوس إحدى بلاد نجد وتقع شمال غرب مدينة الرياض بحوالي 70كم. وتقع جغرافيًا على خط عرض 59ْ و 24ْ وخط طول 28ْ و 46ْ وترتفع عن سطح البحر 626 مترًا تقريبًا ولهذا الارتفاع أثره النسبي في ارتفاع معدل كمية الأمطار الساقطة عليها حيث بلغ معدلها 27.118ملم. ومن الناحية الطبوغرافية تقع سدوس في أعلى وادي وتر.الذي يتشعب فوق البلدة شعبتين احداهما تسمى(الركزة)، وهي الكبرى ويقام السد فيها والأخرى تسمى «سُوْيسا» وهذا الوادي كبير وينحدر عليه شعاب كثيرة من أهمها وادي غيانة وبه شعب حرقان، والركزة وروافد كثيرة تبلغ عشرين شعبًا وبأسفل الوادي قرية صُلبوخ ويعرف وادي وتر حاليًا بوادي صُلبوخ وغالبًا ما يجري ماؤه أو يحير في منخفضات واديه التي تتمثل في وادي سدوس وحزوى وغيانة. ويحد سدوس من الغرب امتدادُ سلسلة جبل طويق، ومن الشرق جبلا الأبكين، وهو ما يوفر تحصينًا طبيعيًا للبلدة، وأكد الهمداني على وصف هذه الجبال التي تحد سدوس؛ فقال: «ثم تمضي في رأس العارض ويحبس عليك العرض؛ فترد القرية من وراء الابكين وهما قرنا جبيلان». وقد انعكس أثر هذا الوضع انعكاسًا مباشرًا، كما يبدو، فيما ورد من أوصاف للبلدة التي احتواها وضع الجبال التي تحدها. ويجاور سدوس مجموعة من المستوطنات القديمة المنتشرة في وادي حنيفة ومن أقدمها «حزوى» التي تجاورها مباشرة من جهة الجنوب والتي تنتسب إلى قبيلة حزوى إحدى القبائل العربية القديمة التي استوطنت في هذه المنطقة من نجد وهم إحدى بطون بني سدوس أيضًا، كما إن سدوس ترتبط استيطانيًا بحريملاء التي تقع إلي الشمال الغربي منها. وقد قام سدوس على ضفاف أعالي وادي وتر على مكان سبق إليه الاستقرار البشري ولكنه خلال فترات مجهولة اندثر وكادت تختفي معالمه بشكل كلي أو جزئي غير أنه ما يلبث أن تدب فيه لكونه استقرار بشري. وقد ذكر بعض المؤرخين، وعلماء المنازل والديار قلاعًا وحصونًا في القرية (سدوس)، منها: القصر القديم وجوقاء بني سدوس وهي قلعة عظيمة. ولنشأة سدوس وإعادة تعميره عوامل وأسباب، أهمها: توافر المياه وخصوبة التربة الصالحة للزراعة والموقع والأمن وقدرة السكان على استثمار هذه العوامل، فضلاً عن عوامل بشرية وطبيعية أخرى. وتظل المياه من أهم العوامل التي أسهمت في تطور العمران فيه حيث تسهم سيول شعاب وادي وتر في إمداد المزارع بالمياه ثم في رفع مخزون المياه الجوفية، كما أسهمت التربة إسهامًا فعالا في نشأة وتطور البلد زراعيًا وعمرانيًا. وكان لموقع سدوس المتوسط في نجد وتربعه على أحد الطرق المهمة في الجزيرة العربية تأثير ملموس في تطوره ونموه العمراني، حيث ترتبط سدوس بما جاورها من مستوطنات بطريق بري قديم كان يربط منطقة اليمامة بمكة وكانت سدوس إحدى محطاته البارزة. وتعتبر سدوس واحدة من أهم المواقع الأثرية التي مازالت تحتفظ بالكثير من وحداتها وعناصرها المعمارية التقليدية، حيث مازالت البلدة القديمة تحتفظ بجل عناصرها المعمارية التقليدية.